الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمد عبدالله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين,أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق:
لا يكاد يخلو مجلسٌ من مجالسنا إلا ونتناول فيها كبيرةً من الكبائر، ولكن البعض تهاون في ارتكابها؛ بل عدَّها فاكهةً لا بد منها، هذه الكبيرة هي الغيبة.
قال - تعالى -: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].
والغيبة هي كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ذِكرُك أخاك بما يكره))، وقال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه محذرًا من شناعة هذا الذنب: ((أتدرون أربى الربا عند الله؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن أربى الربا عند الله استحلالُ عرض امرئ مسلم))، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]؛ رواه أبو يعلى، وفي الطبراني: ((الربا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مثل إتيان الرجل أمَّه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه)).
وعند الترمذي أن عائشةَ قالتْ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: حسبك من صفية أنها كذا وكذا - تعني أنها قصيرة - فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد قلتِ كلمةً لو مُزجتْ بماء البحر لمزجتْه)).
فكم من كلمات وكلمات قلناها تغيِّر البحار والمحيطات؛ لأننا اغتبنا فيها الناس!
لذا يجب علينا - أيها المسلم، أيتها المسلمة - أن نحفظ ألسنتنا، أن نزين مجالسنا بالذِّكر الطيب، قال عمر - رضي الله عنه -: "عليكم بذِكر الله؛ فإنه شفاء، وإياكم وذكرَ الناس؛ فإنه داء".
الله اغفر ذنبنا، واستر عيبنا، وتجاوز عن زلاتنا، إنك غفور رحيم.