المدير العام الإدارة : المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 1057 نقاط : 2136 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 الاوسمة التكرمية :
| موضوع: نحو تفسير أسهل/سورة الإنشقاق/د.عائض القرني الخميس سبتمبر 08, 2011 8:51 am | |
| نحو تفسير أسهل
الدكتور عائض القرني
سورة الانشقاق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) إذا السماء تشققت، وتصدعت، وفتحت أبوابها، وزال أديمها، وتغير بناؤها، وتقطع سمكها؛ قامت القيامة.
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) واستمعت لأمر ربها، وانقادت وأطاعت، وحق لها أن تسمع وتطيع، فهو الذي خلقها وبناها، فأمره مطاع نافذ لا راد له.
وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وإذا الأرض مهدت وفرشت كما يفرش الأديم بزوال الجبال، وبسطها ليقوم عليها الحساب وفصل القضاء.
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وقذفت بما في باطنها، ورمت ما في جوفها من الأموات والكنوز، وخلت مما كان في باطنها تماما.
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) وانقادت لأمر الله، وسمعت له جل في علاه، وحق لها أن تسمع وأن تطيع، فهو مالك الملك، لا راد لأمره ولا مانع لما أراد.
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ (6) يا أيها الإنسان! إنك كاسب عامل جاد مثابر في هذه الدنيا، وسوف تلقاه عند ربك إن خيرا وإن شرا.
فَأَمَّا مَنْ أُوتِي كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فأما من أعطاه الله كتاب النجاة بيمينه تكريما له؛ لأن اليمنى مباركة ميمونة، فهذا هو السعيد الفائز.
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ( فسوف يحاسبه الله يوم القيامة حسابا سهلا يسيرا لا نقاش فيه، بل برفق ورحمة مع ستر ومغفرة وتجاوز.
وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) ويعود إلى أهله في غرفات الجنات قد غشيه السرور، وغمره الحبور، وجلله النور؛ لفوزه برضا الغفور الشكور.
وَأَمَّا مَنْ أُوتِي كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) وأما الكافر الذي أعطي كتابه بشماله من خلف ظهره إهانة له وإذلالا، فويل له ما أتعسه، فالشمال لشؤمه، وخلف ظهره لإدباره وتخلفه.
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) فهذا الخاسر سوف يصرخ وينادي: واثبوراه يا هلاكاه لما حل به من الخسران، وما وقع به من الخذلان، وغضب الرحمن، والذهاب إلى النيران.
وَيَصْلَى سَعِيرًا ( 12) ثم يدخل نارا موقدة تشوي وجهه، وتحرق جسمه، وتصهره؛ لكفره وتكذيبه وأفعاله الشنيعة.
إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) فرح لأنه كان في الدنيا بين أهله وأولاده وعشيرته أشرا بطرا معجبا تائها لهواه، فرحا بدنياه، مغترا بالمال والجاه.
إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) إنه اعتقد ألا يعود إلى الواحد الأحد، فنسي الحساب وكذب بالكتاب، ورد الرسالة، واتبع الضلالة.
بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) بلى سوف يعود إلى ربه، فربه أعلم بعمله، فهو الخبير بسعيه، المطلع على حاله، البصير بسره وجهره.
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) أقسم قسما بالشفق وهو حمرة الأفق بعد الغسق، وبعيد غروب الشمس إلى العشاء.
وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وأقسم قسما بالليل وما ضم تحت ردائه، وما غطاه بكسائه، ومن دخل تحت ظلامه من أمواته وأحيائه.
وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) وأقسم قسما بالقمر إذا تم نوره، واستكمل حجمه وتدويره، وتناسق نموه وكمل تكويره.
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) لتمرن - أيها الكفار - بأطوار من الأخطار، فناء ثم جزاء ثم بلاء، شدة بعد شدة، وكربة تتلوها كربة.
فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) فما لهؤلاء الكفار لا يؤمنون بالواحد القهار، وقد نصب لهم البراهين، وأقام الأدلة، وبين الحجة، وأوضح المحجة؟.. فشواهد الوحدانية قائمة، وعلامات الألوهية ظاهرة، وآثار الربوبية ماثلة.
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (21) وإذا تتلى عليهم آيات القرآن لا يخضعون ولا يذعنون، فماذا يردهم بعد سماع هذا الإعجاز من الاستجابة؟ وماذا يمنعهم بعده من الإيمان؟
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) لكنهم يكذبون بالكتاب، ويجحدون يوم الحساب، فالتكذيب مذهبهم، والكفران مشربهم، فسوف يعلمون سوء فعلهم وقبح جرمهم.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) والله مطلع على ما يضمرون، عالم بما يخفون، محيط بما يكنون في صدورهم، وما يسرون في نياتهم من الكفر والتكذيب.
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) فأخبرهم بأن العذاب ينتظرهم، والعقاب أمامهم، فالنار مثواهم، وجهنم مستقرهم، والبشارة هنا للتهكم.
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم نعيم لا انقطاع فيه ، وثواب لا كدر فيه ، وسرور لا حزن يتبعه ، وعطاء لا يمن به عليهم ، جزل لهم العطاء وحسنت لهم النعماء ، وتم لهم الرخاء وعظم لهم الجزاء ، وحسن فيهم الثناء.
المصدر: الشرق الأوسط | |
|